الاثنين، 24 مايو 2010

قصة ياريت يكون عبرة لينا

اليوم وبعد ان أقيمت صلاة العشاء فى المسجد الذى بجوار منزلى,إذ بشاب فى اوآئل

 العشرينيات من عمره يمشى عن طريق (عكازين)حيث ان قدمه اليسرى مبتورة من

اعلاها ووضع العكازين فى زاوية من زوايا المسجد,ثم جاء ووقف بجوارى فى 

الصف,وحين كنا  نسجد او نرفع من السجود الثانى الى القيام,كان هذا الشاب تقريبا

يقفز لكى يستطيع ان يسجد وكذلك يقفز لكى يستطيع ان يهب واقفا مرة اخرى,وطوال

فترة وقوفه كان معتمدا على قدمه اليمنى فقط,ولم يجلس قط..رغم ان الشرع اباح له

هذا,وكان يترنح يمينا ويسارا بين الفينة ,والفينة لكى يحافظ على اتزانه لقد شغلنى

صبر هذا الشاب,واصراره على اتمام الصلاة دون ان يثقل على احد من المصلين,او 

حتى يطلب المعونة من احد,ولو فعل لوجد الكثير ممن تتهافت نفوسهم لمساعدته بعد 

الصلاة لم اتمالك نفسى,فسلمت عليه,والتزمته,وقبلته,بل وبكيت..لست وحدى وانما كل

من رأوه بكوا كذلك لقد شعرت بمشاعر مختلطة من الشفقة والفخر والخجل لقد اشفقت

عليه,وعلى حرصه على الصلاة,وعلى اتمامها وكأنه سليم معافى,دون انيستعين بمقعد

او ان يجلس على الارض مثلا عجبت من حرصه على الوقوف فى الصلاة,وهو المعذور

المريض,وغيره من الاصحاء تجدهم

واقفين ايضا ولكن فى طوابير السينمات والمسارح,وان قلت لاحدهم تعالى الى 


المسجد 

 و صلى لله وقم له خمس دقائق فقط,لتركك وولى عنك مدبرا وشعرت بالفخر به,فهو

مفخرة لكل مسلم,كم ديننا عظيم,وانما تنتقل عظمة هذا الدين لمن يلتزم به

وشعرت بالخجل من نفسى,فنحن لو اصابنا خدش بسيط فى اقدامنا لحنقـــنا,ولسخطنا 


 ولتأففنا ولو حاول احدنا ان يقف على قدم واحدة لمدة خمس دقائق لما استطاع 

ذلك,فما 

بالك بمن يقيم كل صلاة على هذا الحال؟؟ لقد نظرت فى عينى هذا الشاب,ولم اجد الا

الرضى بقضاء الله,والرضوح لحكمه سبحانهوتعالى وعندما تحدثت اليه,قال ان ان ذلك

ابتلاء,وانه لفخر لى ان ابتلى من الله تعالى 

وان ذلك الابتلاء كفارة للذنوب,فأنا فى نعمة ولست فى نقمة فقلت له صدقت,ولو ادرك


الناس المعنى الذى انعم الله عليك بفهمه,لتغير حال المسلمين  ان هذا الا نسان مثال

مشرف بحق,يستحق ان نقف عنده,ونتدبر لما فيه من عبر وصور

فلنحمد الله جميعا على نعمة الصحة,وانت يا من ابتلاك الله بأى بلاء,سواء فى نفسك,او


فى مالك,او فى زوجتك,او فى اولادك

يا من ابتيلتى بعدم الانجاب,او بفرقة الاحباب,او فقد الاصحاب فلتصبر ,ولتصبرى, فإن


الابتلاء هى سنة الله فى خلقه

فلقد قال الله تعالى فى سورة الملك (الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)


وقال الله تعالى فى مطلع سورة العنكبوت (احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم

لا يفتنون) فتلك سنة الله حتى يميز الخبيث من الطيب,الصالح من الطالح

الباكى من المتباكى فلنرجع الى الله,ولنصبر,ولنعتبر
                                                  اعداد نهى صلاح عبد العاطى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق