السبت، 22 مايو 2010

الرفيق قبل الطريق


ما يجب أن نبحث عنه جيداً هو الرفيق الجيد في السفر فالحياة رحلة طويلة وعميقة ومختلفة
و كل مرحلة منها تحتاج إلى اختيار الشيء الحسن
الذي تذهب إليه نفوسنا
من أجل أن نسير بترو وبأسلوب أكثر عمقاً واتزاناً
وأسوأ رفيق في سفر الحياة هو عقل الإنسان
إذا كان رفيقاً ثقيلاً يأخذ ولا يعطي
غافلاً يخزن المعلومات ولا يحللها
رفيقاً يبصر بلا بصيرة تخدعه الأقنعة الزائفة فلا يرى التشوه خلالها
وأذناه لا تسمع ولا تتطرب سوى للمديح الكاذب والملق الزائف
ومئات الكلمات الطنانة الجوفاء يحسبها هذا الرفيق الجاهل
سكر يتقاطر وهي في الأساس سم قاتل يسيل منه
أضَعْ في أحياناً كثيرة
علامة استفهام كبيرة ومحيرة عندما أشاهد هذه الرفقة السيئة
وأتذكر مقولة جميلة قرأتها يوما ما ولا أذكر أين بالتحديد وهي
"عندما تكبر في السن تحس أن ما كان يجب
أن تصنعه حقاً هو أن تبني نفسك "
وأضيف على ذلك " عقلك "
فالعقل في التعقل والتفكر والتدبر وأن تعرف من أين تؤكل الكتف
فهو أعظم ما وهبنا الله إياه
كما وهو البوصلة التي توجهنا في الحياة
حين نحتار ونقف في اختياراتنا
والحياة بقدر ما فيها من ترف بقدر ما فيها من متاعب
والخلاصة تكمن في أن علينا أن نهيئ أنفسنا في مواجهة تقلبات هذه الحياة
وتحكيم موازين العقل ومعايرتها على الدوام كموازين الذهب العتيقة
وأن ندرب أعيننا على رؤية ما وراء القناع
وليس الانبهار ببهرجة ألوان القناع البراقة الزائفة
وأن نُعَود وندرب أذاننا على الاستماع والتمييز بين اللحن الزائف من اللحن الأصيل
و إدراك الفرق الكبير بين العندلة والفحيح من اللفظ
وأن لا نشتكي في ذلك من أحد لأحد
فقط ابحث جيدا عن الرفيق الجيد فإن وجدته وجدت نفسك
اعداد: اسراءعبد المجيد الجزار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق