وقف الشيخ أبو فتحي(1) خلف حمام النساء يراقب المكان ويسترقُ النظر بين الفينة والأخرى عبر شرخٍ في الجدار.. وبينما هو كذلك إذ أقبل الأب بطرس(2) فارتبك الشيخ وعدّل من وضعه..
الأب بطرس: فلتحلّ عليك المحبة والسلام شيخ أبو فتحي.. ما أخبارك؟!
الشيخ أبو فتحي: الحمد لله على كل حالٍ ومآل.. وأنت سعادة الأب ما هي أخبارك؟!
الأب بطرس: بخير.. لك الشكر.. ماذا تفعل هنا بالمناسبة؟!!
الشيخ أبو فتحي: حسناً.. كنت أراقب المكان حتى لا يستغلّ المراهقون الفرصة ويتلصّصوا على النساء والفتيات.. جيل والعياذ بالله.. أنت تعلم!! مهمتنا كرجال دين لا تقلّ أهمية عن مهمة قادة هذه الأمة.. نحو الخير والصلاح ونشر الفضيلة والأخلاق والسعي الدائم لمحاربة الفساد والرذيلة في سبيل إعلاء كلمة الله ورفعة الوطن.
الأب بطرس – وهو يسترق النظر من الشرخ أيضاً – : نعم نعم.. رفعة الوطن.. والقرب من الرب والإصلاح.. ما رأيك إذاً لو ساعدتك في هذه المهمّة الاجتماعية الكبيرة.. بالنهاية هي مهمة ملقاة على عاتق جميع رجال الدين والإصلاح.. من مختلف الأديان والمذاهب..
الشيخ أبو فتحي: لا بأس إذاً.. تفضل إجلس أنت هناك.. وأنا هنا..
الأب بطرس: لا يا شيخ.. لماذا لا تجلس أنت هناك وأنا أجلس هنا..
الشيخ أبو فتحي: يا عيوني أنا جئت أولاً.. ومن يأتي أولاً فله الأفضلية في المكوث قدر ما يشاء وأينما يشاء.
الأب بطرس: يا حبيبي يا شيخ أبو فتحي – فتح الله بوجهك أبواب جهنم (في قلبه) – أنا أظن بأنك تضطهدني لأننا أقلية في هذه البلاد، ومن المفترض بأننا نمر في “مرحلة حساسة” ومفصلية في تاريخ أمتنا، لذلك يجب أن تسمح لي بالقليل من الحرية لأمارس دوري كمواطن في هذا المجتمع مثلي مثلك يا صديقي.. وإلا سيقال بأن بلادنا تعاني من الطائفية، صدقني لا تريد أن يُقال عنك ذلك.. ثم ما هذا الكلام عن “المكوث قدر ما يشاء”.. أظنك ترمي إلى أشياء خطيرة؟!! (بخبث)
الشيخ أبو فتحي وقد أصابه الارتباك: حسناً.. – يا نطفة الحمار (في قلبه) – سأدعك تجلس هنا للحظات ثم تقوم فتجلس هناك..
الأب بطرس (Jesus Christ في قلبه): ياه.. للحظات فقط.. أين العدل وأين المحبة التي ننشادها على منابرنا، في مساجدنا وكنائسنا.. العدل العدل يا أبو فتحي.. أقصد يا شيخ أبو فتحي..
الشيخ أبو فتحي – تباً لوجهك – (في قلبه طبعاً): حسناً ستجلس أنت هنا قليلاً ثم تقوم فتجلس هناك وأجلس أنا هنا.. ثم نتبادل المكان بعد عدة دقائق..
الأب بطرس:اتفقنا..
ثم جلسا معاً يتحدثان عن الفضيلة
(1) الشيخ أبو فتحي معروف بالأمانة والأخلاق وهو حلاّل مشاكل القوم في القرية، متزوج من أربعة ولديه تسعة عشر ولداً كان يعمل سابقاً في التهريب.
(2) القس بطرس معروف بدماثة الأخلاق ومحبته للناس صغيرهم وكبيرهم.. وهو معارض يساري سابق لم يكن يجني كثيراً من عمله كـ”معارض” لذلك قرّر أن يغير مهنته، وهو لا يتعاطى المخدرات.. بتاتاً..
اعداد هبه طه السعيد المغازي
اعلام انتظام
الأب بطرس: فلتحلّ عليك المحبة والسلام شيخ أبو فتحي.. ما أخبارك؟!
الشيخ أبو فتحي: الحمد لله على كل حالٍ ومآل.. وأنت سعادة الأب ما هي أخبارك؟!
الأب بطرس: بخير.. لك الشكر.. ماذا تفعل هنا بالمناسبة؟!!
الشيخ أبو فتحي: حسناً.. كنت أراقب المكان حتى لا يستغلّ المراهقون الفرصة ويتلصّصوا على النساء والفتيات.. جيل والعياذ بالله.. أنت تعلم!! مهمتنا كرجال دين لا تقلّ أهمية عن مهمة قادة هذه الأمة.. نحو الخير والصلاح ونشر الفضيلة والأخلاق والسعي الدائم لمحاربة الفساد والرذيلة في سبيل إعلاء كلمة الله ورفعة الوطن.
الأب بطرس – وهو يسترق النظر من الشرخ أيضاً – : نعم نعم.. رفعة الوطن.. والقرب من الرب والإصلاح.. ما رأيك إذاً لو ساعدتك في هذه المهمّة الاجتماعية الكبيرة.. بالنهاية هي مهمة ملقاة على عاتق جميع رجال الدين والإصلاح.. من مختلف الأديان والمذاهب..
الشيخ أبو فتحي: لا بأس إذاً.. تفضل إجلس أنت هناك.. وأنا هنا..
الأب بطرس: لا يا شيخ.. لماذا لا تجلس أنت هناك وأنا أجلس هنا..
الشيخ أبو فتحي: يا عيوني أنا جئت أولاً.. ومن يأتي أولاً فله الأفضلية في المكوث قدر ما يشاء وأينما يشاء.
الأب بطرس: يا حبيبي يا شيخ أبو فتحي – فتح الله بوجهك أبواب جهنم (في قلبه) – أنا أظن بأنك تضطهدني لأننا أقلية في هذه البلاد، ومن المفترض بأننا نمر في “مرحلة حساسة” ومفصلية في تاريخ أمتنا، لذلك يجب أن تسمح لي بالقليل من الحرية لأمارس دوري كمواطن في هذا المجتمع مثلي مثلك يا صديقي.. وإلا سيقال بأن بلادنا تعاني من الطائفية، صدقني لا تريد أن يُقال عنك ذلك.. ثم ما هذا الكلام عن “المكوث قدر ما يشاء”.. أظنك ترمي إلى أشياء خطيرة؟!! (بخبث)
الشيخ أبو فتحي وقد أصابه الارتباك: حسناً.. – يا نطفة الحمار (في قلبه) – سأدعك تجلس هنا للحظات ثم تقوم فتجلس هناك..
الأب بطرس (Jesus Christ في قلبه): ياه.. للحظات فقط.. أين العدل وأين المحبة التي ننشادها على منابرنا، في مساجدنا وكنائسنا.. العدل العدل يا أبو فتحي.. أقصد يا شيخ أبو فتحي..
الشيخ أبو فتحي – تباً لوجهك – (في قلبه طبعاً): حسناً ستجلس أنت هنا قليلاً ثم تقوم فتجلس هناك وأجلس أنا هنا.. ثم نتبادل المكان بعد عدة دقائق..
الأب بطرس:اتفقنا..
ثم جلسا معاً يتحدثان عن الفضيلة
(1) الشيخ أبو فتحي معروف بالأمانة والأخلاق وهو حلاّل مشاكل القوم في القرية، متزوج من أربعة ولديه تسعة عشر ولداً كان يعمل سابقاً في التهريب.
(2) القس بطرس معروف بدماثة الأخلاق ومحبته للناس صغيرهم وكبيرهم.. وهو معارض يساري سابق لم يكن يجني كثيراً من عمله كـ”معارض” لذلك قرّر أن يغير مهنته، وهو لا يتعاطى المخدرات.. بتاتاً..
اعداد هبه طه السعيد المغازي
اعلام انتظام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق