الثلاثاء، 1 يونيو 2010

الجريح

الحب ليس معركه نتذوق فيها الانتصار او الهزيمه‏,‏ وهو ليس مجرد تصرفات او افعال لها مقدمات ونتائج‏.‏ انه حاله شعوريه يقوم فيها‏(‏ الهوي‏)‏ بدور‏(‏ الهوا‏),‏ في الحنو تاره وفي العصف بالانسان تاره اخري‏.‏ ويكاد المحب يشعر بانه‏(‏ ريشه في مهب الريح‏) !!‏ فلاهو قادر علي‏(‏ الثبات‏)‏ ولا هو بمستطيع ان‏(‏ يتحرك‏),‏ انما تحركه قوي غامضه خفيه‏,‏ في اتجاهات قد لاتخطر علي باله‏!!‏

…………………………….
 ان المحب في حاله استسلام دائم‏.‏ لكنه يشعر احيانا بانه صاحب قرار‏!!‏ وصحيح انه عندما‏(‏ يقرر‏)‏ الابتعاد او الانتقام‏,‏ يشعر بعمق الانتصار ونشوه الفوز بالاراده لكنه لايدري ان يدا خفيه غامضه تعيده الي حيث كان‏..‏ بل والي ابعد مما كان‏..‏ في نكسه لايبدو لها اي سبب‏!!‏ عندئذ يشعر بان‏(‏ القرار‏)‏ بيده‏..‏ وانه سهل‏..‏ لكن تنفيذ القرار مستحيل‏..‏ وفي غايه الصعوبه‏..‏ انه يبحث عن سبب واحد للانتكاسه‏..‏ عن مبرر واضح للعوده‏..‏ فلايجد‏..‏ كل مايراه انه لايزال في موقفه‏..‏ يتلفت حوله كمن لايصدق انه لم يبتعد‏..‏ ولم يفترق فيلبسه شعور السراب‏..‏الفراق كان سرابا‏..‏ والبعاد كان وهما‏..‏ ارادته تخدعه‏..‏ توهمه انه سيقرر وينفذ‏,‏ لكنها تذوب في ذاتها‏,‏ وتحترق من داخلها‏,‏ ويشعر المحب بانه قد فقد الاراده او فقد نفسه‏!!‏
 ………………….
ثم انه حينما يشعر بالاخفاق في البعاد‏,‏ لاتحره دموع الياس ولاتحركه نوازع الهزيمه‏,‏ انما المدهش والمثير في الحب ان الهزيمه فيه انتصار‏..‏ وان الدموع في الفشل‏,‏ دموع ابتهالات بالعباده‏..‏ انه في لحظه الشعور بالاخفاق ينزلق الي مشاعر الاستغراق‏..‏ يغرقه شعور عكسي بالاقتراب والاندماج بعد ان‏(‏ تذوق‏)‏ لحظه من لحظات البعاد‏..‏ ليس لديه سبب مما يبحث عنه الناس‏..‏ فلا اسباب البعاد زالت‏,‏ ولاشمس الخلاف مالت‏.‏ هو يجد نفسه‏(‏ عائدا‏)‏ قبل ان يذهب‏..‏ وسعيدا قبل ان يحزن‏!!‏ انها عاصفه البعاد يستشعرها قبل ان تسحقه‏,‏ ويسمع فحيحها كلما اقترب منها‏,‏ لذلك نجده لائذا بالفرار بعد القرار‏!!‏
………………..…
اعدادالطالبة/هبه طه السعيد المغازى
الفرقة الرابعة
انتظام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق